"هل الإنسان هو المخلوق الوحيد في هذا الكون الشاسع؟"
سؤال حيّر العلماء، وقسمهم إلى فئتين: الأولى: تؤمن بوجود كائناتٍ حيةٍ غير أرضيةٍ، والأخرى لا تستبعد وجودها. وعلى ضوء ذلك كانت هناك محاولات للاتصال بهذه الكائنات، أبرزها ما حملته سفينتي الفضاء الأمريكيتين "بايونير 10 و11" في العامين 1972-1973، اللتين أطلقتا إلى ما وراء المشتري، وزحل، وحملتا بطاقاتٍ تعريفيةٍ للإنسان. لم تكن هذه هي المحاولة الوحيدة، بل تلتها محاولات أخرى، مثل تحميل "فويجر 1 و2" رسائل صوتيةٍ مسجلةٍ. بعد ذلك بخمس سنوات، حاول العلماء إرسال رسائل راديو موجهة إلى "المجرة 13"، ولا زالت المحاولات مستمرة.
هذا ما ناحيتنا نحن، فماذا عنهم هم؟ إن تقارير لا حصر لها ترد مختلف دوائر الشرطة، والصحف، والجمعيات، والمسؤولين العالميين، تشير إلى أن الآلاف من البشر، قد تعرضوا لتجربة مشاهدة أطباقٍ طائرةٍ تزور الأرض، ويعمد أهلها إلى التحدث مع البشر، أو اختطاف بعضهم، وربما إعادتهم فيما بعد. وأوردت الصحف، على سبيل المثال لا الحصر في 31-3-1993، مشاهدة العشرات من رجال الشرطة، والجيش الإيرلندي وعدد كبير من المدنيين، لأطباق طائرة تحلق فوق المناطق الواقعة بين بريطانيا وإيرلندا.
لا زال الكثيرون غير مقتنعين بقصص مشاهدة تلك المخلوقات، إلا أنه في نفس الوقت ليس هناك من تفسيرٍ لتلك التقارير التي ترد باستمرار، مؤكدةً وجودها، وزيارتها للأرض. وفي نفس الوقت، ليس هناك ما يمنع أن يكون هناك فعلاً مخلوقاتٌ أخرى.
إنّ مجرد فكرة الأطباق الطائرة، والحوادث الغريبة التي تقع بين فترةٍ وأخرى، لا يمكن أن تكون من صنع الخيال ، والمشاهدات التي يحيكها أصحابها لا يمكن أن تكون اختلافاً أو وهماً. وكلها تأتي متكاملةً، ومتطابقةً، لتشير إلى وجود حضارةٍ أكثر تقدماً في النواحي العلمية، بحيث تمكنت من الوصول إلينا، قبل أن نتمكن نحن من الوصول إليها.
وهذا بدوره، يعيدنا إلى سؤال هام وأساسي: "لماذا نفترض أن تلك المخلوقات صديقةٌ، ونرسل لها الرسائل التي تعرّف بالأرض، والإنسان، والحضارة؟ أليس هناك احتمال أن تكون تعتبر نفسها أمةً أخرى. لها مصلحةٌ في استعمار الأرض؟ ألا يكون سكان الأرض في مواجهة تلك الحضارات، كالهنود الحمر في مواجهة الغزو الأوروبي؟ فجأة، ودون سابق إنذار، كانت السفن التي تقل أعداداً كبيرة من المهاجرين، ترسو على سواحل أمريكا، وتنزل رجالاً مدججين بالأسلحة. أليس هناك احتمال أن يكون الوضع على هذا الوصف، عندما نكتشف في المستقبل، أن قصص الأطباق الطائرة، وحضارات الكواكب الأخرى، لم تكن من صنع الخيال؟ وساعتها لن نلقى "الرحمة التي لقيها الهنود الحمر.
فليبحث منظرّو الحضارات عن طبيعة الصراع ما بين القوى الأرضية وأهل الكواكب الأخرى، ليصلوا إلى نتيجةٍ مفادها أنهم كيانٌ آخرٌ غريبٌ، يهدف لا إلى الصداقة، بل إلى الغزو. وليعيدوا النظر في كافة الاستراتيجيات الحضارية استعداداً للحرب الكونية المقبلة.